علي بحر- مالي قدر
لمحته ان لم اكن مخطئه قبل ايام وهو يمشي منكس الرأس وقد غطي بقبعته وجهه ولم يكن يظهر منه الا فكه الطويل المميز الذي لا يخطأه اي ممن يعرفه ,ان لم اكن مخطأه انه هو, لقد اعتدت علي رؤيته يمر في شوارع وسط المنامه التي نسوها حتي أهلها , لقد رأيته مرارا وتكرارا فهو لم يكن الا انسان بسيط , لا اعتقد ان مراهقا عاش علي هذه الجزيره وما حولها في فتره الثمانينات وما تلاها الا وقد استمع لصوت هذا الرجل وعاش في اجواء كلماته , حتي بعد ان تخطي الكثير منا مراهقته وامتنع عن سماع الموسيقى لكنه ظل يمثل له ذكرى جميله , لقد كنت دائما اكرر مقطع من كلماته واعتقد انها جزء منه ((مالي قدر , مالي قدر)) تخطى محبيه البلاد لكن قاعدته لم تتخطي الفئه الشعبيه والمتواضعه المحبه للكلمه العامية بدون اي تكلف او تزييف , عندما علمت بوفاته اليوم ,ولا اعلم هل سيُذكر بعد وفاته او سيهُمل كما اُهمل في حياته ,ادركت اننا فقدنا في هذا البلد انسان كان يجمعنا
علي بحر لم يكن صوت فئه او طائفه وهذا الاجمل فيه, كان يغني للبحرين وللبحرينيين بكل انتمائتهم وبكل بساطتهم كان صوت البسطاء صوت البحرين الطيبه, صوت الارض المالحه بكل ما فيها, صوت البحرين الاصيله , صوت النهام الذي يذكي بأهازيجه حنين الغواصين للوطن وللاهل ,كان الجميع يراه في مواكب العزاء رغم انتماءه السني, كنا نراه في الاسواق الشعبيه في مناطق عامه الشعب يتجول بكل بساطه ,يمكنك ان تسمع صوته في زرانيق المحرق او زرانيق ستره في قري شارع البديع في الجسره ومدينه عيسى في كل المدن و القري علي اختلاف توجهاتها, لما اتوقع يوما ان اكتب في مدونتي يوما عن مطرب لكن فن هذا الانسان كان من الاشياء لجميله التي تجمعنا
اذكر ذلك والبحرين تعصف بها الطائفيه وتطحن فيها الرحي
والي ان تقرر تلك الرحى التوقف عن الدوران أعتقد اني سأظل اذكركم بأجمل ما بيننا
فاليرحم الله علي بحر وليرحم الاشياء الجميله