ذكريات ونصائح الحج

بمثل هذا اليوم من السنه الماضيه كنت استعد لاداء الركن الخامس من اركان الاسلام -الحج
تفألت بهذه السنه خيرا فأول ايامها ستكون طاعه لله

من المناظر التي لن انساها ما حييت منظر الحجاج بطريقهم من مني الي عرفات, هذا الصوره التي كنت أراها مرارا وتكرار كل عام عبر التلفزيون لم تكن كما رأيتها بشكل حي, فجموع الحجاج السأرين علي الاقدام كان لا يعرف له بدايه ولا نهايه, والطريق الاسود اصبح ابيضا بلباس الحجيج للاحرام

لن انسي شكل الحجيج الهنود وهم يحملون كل ما يملكون علي اكتافهم ويسيرون بالاقدام كل تلك المسافات ونحن نجلس بالتكييف في الباصات والبعض يتذمر -تعبنا تعبنا

بالليله نفرة الحجيج كنت بأحدي الاف الحافلات المتجهه من عرفه الي مزدلفه
ولانها كانت النفره فقد جلست علي احد الكراسي دون اكتراث ظن مني ان الرحله لن تطول لاكثر من ساعه او ساعتين ولكنها امتدت من الخامسه مساءا حتى العاشره صباحا, ويال حظنا فقد كان الباص نمره خمسه هو باصنا والملقب بباص العواجيز فمعظم الركاب من كبار السن ومكاني بتلك الليله المباركه كتب ان يكون بجانب سيده كبيره في السن ثقيله في الوزن مصابه بالسكري اضطررت بأخر الليل ان اترك لها الكرسي بالكامل ولصعوبه حركتها هممت بتسلق الكراسي المجاوره لاجد مخرجا بحثا عن راحتي وراحتها فقد تورمة قدماها نتيجه الجلوس الطويل اما مكاني الجديد فكان بالطريق الضيق بين كراسي الباص حيث جلست ثم مددت قدماي حتي وصل الامر الي ان تمددت تقريبا ولم اشعر الا بلمسه حانيه تمسح علي رأسي, ظننت ببدأي الامر انها امي لكنني تذكرت انها تجلس علي بعد مني, فلم اشأ رفع رأسي ومفاجئه تلك اليدين الحنونتين, بعد لحظات حاولت ان اختلاس النظر لمعرفة صاحبة تلك اليد, لأجد انها احدي العاملات الاسيويات المرافقات لاحدي الاسر, ياالله لم اكن اعرفها الا سلاما وما كنت استحق منها تلك اللمسه, كم شعرت انها لمست ام تفتقد أبنها

نصيحه في طواف الافاضه ان كنت تبحث عن البعد عن الزحمه رغم طول المسافه فأجعله بالطابق الثالث من الحرم اما السعي بين الصفا والمروى فالامر سيان بأي طابق ستكون بس دايم خلك في الطرف احسن

بشدة الحج سترى الناس على اصولهم فمنهم من لا يهتم الا بنفسه مهما حصل لغيره ومنهم من يدفع بنفسه لمساعدة الاخرين

أبتعد عن الامواج البشريه (وأمشي جنب الحيطه ) فلأتراك مثلا قوما ثقال الجثه نساء ورجال ويسيرون جماعات مترابطه تدهس من يجابهها

لن انسي الليله الثانيه من عيد الاضحي حين تأخرنا عن مجموعتنا فركبنا باص كان ركابه من المصريين وقد استقبلونا بلطفهم, خيل لي اني بأحد شوارع القاهره وهذا ما كان يرددونهم هم كذلك, خصوصا ان السائق كان سوداني ودائم الصراخ علي باقي الباصات اثناء سيره


وبسبب ذلك التأخيركان علينا ان نرمي الجمار بدون مجموعتنا التي عادتا ما تطوق النساء بحلقة الرجال (المجموعه المتأخره كانت ستة اشخاص), ووصلنا لحائط الرمي او كما يسمي عندنا (الشيطان), كان منظره من بعيد مخيف بالطابق الارضي خصوصا مع اصوات الحجاره المتطايره التي تشبه صوت الطلقات الناريه بسبب صدى الصوت, والحجاج وطرق رميهم للجمار فمنهم من يقف علي بعد امتار ويصوب بطريقة (وين ما صابت يابت) ومنهم من يصر علي اسنانه, لكن لم تكن سوى خطوات ووجدت نفسي قريبه من حائط الرمي تماما واستغربت خوفي الغير مبرر قبل دقائق فالرمي لا يستغرق الا دقيقه, بعدها تكورنا علي انفسنا وانسحبنا للخلف مبتعدين عن حائط الرمي حتي لا نتعرض للرمي بالحجاره بالخطأ وهذا ما يحدث للكثير من الحجاج , بعد الرمي والحمد لله ضعنا في منى وبحثنا عن مقر حملتنا وواجهنا الزحمه التي عرفنا فيها ان الحج ليس كما تصورناه مع حملتنا وهم يحملوننا علي كفوف الراحه, بتلك الليله تناولنا عشائنا بالشارع والصراحه كنا يبغي لنا صوره واحنا جالسين علي الرصيف , ملاحظه في حال ضياعك اخر من تسأله هم الشرطه فأجابتهم هي : ما اعرف والله

وبعد وصولنا للخيام بتلك الليله كان الجميع نيام واحد اعضاء الاسره بحاجه ماسه للعالج فأصطحبته الي البعثه البحرينيه وطلبت من الدكتور ان لا نخرج حتي يعطيه المصل ولان الامر قد استغرق اكثر من ساعه, نام خلالها مريضي على سرير المعالجه , فوجدتها فرصه للخروج من البعثه الطبيه ريثما ينتهي العلاج وتجولت لوحدي بمنى وكانت المدينه نصف نائمه الا من سيارات التنظيف, هدوء قد لا نجده صباحا عندما يستيقظ الحجيج والباعه

قابلت بأحدي الليالي بالحرم وانا بأنتظار صلاة العشاء مجموعة حاجات من الصين عرفت ذلك من الملصق علي ملابسهم وتعال فهمهم اني من البحرين وشنو البحرين ؟؟؟ كل اللي قدرت اوصله لهم ان البحرين بلد صغير بقرب السعوديه, كان الحديث المشترك الوحيد والمفهوم بين الحجاج هو السلام عليكم والابتسامه

قمنا برمي جمرة العقبه الكبري بيوم التزاحم الذي وقع ضحيته عدد من الحجاج لكننا لم نعلم به الا بعد ان انهالت الاتصالات علي الحجاج من البحرين للاطمئنان عليهم, ونحن لم نتجه بعد لرمي الجمرات , كان التنظيم بعد الحادث شي عجيب, فقد كانت الطيارات, وسيارات الشرطه والدفاع المدني تقف عند الجانبين ام اعداد رجال الشرطه والدفاع فكانت كبيره وشكلت صفوف تمنع الدخول العشوائي حتي خيل لنا اننا ندخل للرمي كملوك لكن منظر الاحذيه المرميه وباقيا الدم وحاجيات الحجاج الذين لقوا حتفهم لم يزل بقياها بالمكان , بعد رمي الجمار كانت الابتسامه والفرح الداخلي الذي لا يوصف, الجميع يبارك لبعضه البعض لانتهاء مناسك الحج , احسسنا بفرحه العيد بهذا اليوم الذي يصادف ثالث ايام العيد, حقا هي ولاده جديده

من الامور المضحكه انك قد تتعرض للضرب او المزاحمه الشديده وان حاولت مجرد الالتفات يناديك الفاعل بقوله حج يا حاج وكأنه يقول لك موت يا حاج بس لا تتكلم -نصيحه مني حج يا حاج وامسك لسانك ويدك مهما حدث فالمسئله ضبط نفس

ومن الامورالتي لاحظنها ان بعض الحجاج يتسلقون الجبال ليقطعوا الحجاره لاخذها كتذكار عند العوده لاوطانهم

لو سألت عن المدينه التي تكون حيه لعشره ايام وتبقي مهجوره لبقية شهورالسنه فهي منى,عندما هممنا بالعوده للبحرين مررنا بمنى لنجدها خاويه, سبحان الله, اين تلك الملايين التي كان هذا المكان يزدحم بهم ؟؟ سبحان من جمعهم وفرقهم

وأحمد الله الذي نولني الحج وانا بهذا العمر فكثير من الحجاج يجمع النقود طيلة حياته حتي يتمكن من الحج بأخر ايامه وهذا ما رأيناه فمعظم الحجاج من كبار السن -فالحمد لله علي الصحه والعافيه والرزق الحلال الذي مكننا من حج بيته
ان كنت تملك الصحه والمال, وللنساء (محرم) فلما التأخير؟؟

نصيحه : الا تملك مجموعه من الكتيبات الدينيه ؟؟؟ أليس هذا الوقت المناسب لتوزيعها ان كنت ذاهب للحج ؟؟؟؟

لا تنسى فكه من النقود تعدها ليوم عرفه فالصدقه مستحبه بذاك اليوم

في النهايه لمن سيذهب للحج هذا العام اقول : يا ليتني كنت معاكم